ابن هرمز : خسرو پرويز كتب الى المروزان : أن استخلف من شئت واقبل الي ، فاستخلف المروزان ابنه خور خسرو على اليمن وسار فمات في الطريق وحمل الى خسرو پرويز ، ثمّ بلغ خسرو پرويز انّ خور خسرو يتأدب بآداب العرب ويروي أشعارهم فعزله وولّى بمكانه بادان ، وهو آخر من قدم من ولاة العجم (١).
وذكر المسعودي مساحة اليمن وحدوده فقال : وبلد اليمن طويل عريض ، حدّه ممّا يلي مكّة الى الموضع المعروف بطلحة الملك سبع مراحل ـ والمرحلة من خمسة فراسخ الى ستة ـ ومن صنعاء الى عدن تسع مراحل ، ومن وادي وحا الى ما بين مفاوز حضرموت وعمان عشرون مرحلة ، والوجه الآخر هو بحر اليمن وهو بحر الهند والصين والقلزم ، وجميع ذلك يكون : عشرين مرحلة في ست عشرة مرحلة (٢).
وذكر اليعقوبيّ سواحل اليمن وهي : عدن ساحل صنعاء ، والمندب ، وغلافقة ، والحردة ، والشرجة ، وعثر ، والحمضة ، والسرين ، وحدّة (أو الحديدة) وقال : وتسمّى كور اليمن : المخاليف ، وهي : أربعة وثمانون مخلافا. ثمّ أتى باسمائها وقال : هذه بلدان مملكة اليمن وبلادها. وكان ملوك اليمن في صدر عهدهم يدينون بعبادة
__________________
(١) الطبري ٢ : ٢١٥ وجاء اسمه في الطبري ٣ : ٢٢٧ : بادام ، وهو الراجح حسب المعنى في الفارسية ، وهو الّذي بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله على عهده ، وفي آخر السنة السادسة للهجرة بعث رسول الله الى خسرو پرويز كتابا يدعوه فيه الى الاسلام ، فغضب خسرو پرويز وبعث الى بادام هذا بأن يرسل إليه رسول الله مقيّدا ، وبعث بادام رجالا الى المدينة فأخبرهم رسول الله بهلاك خسرو پرويز فقيّدوا ذلك ولمّا رجعوا الى اليمن ووصل الرسول بهلاك خسرو پرويز أسلم بادام ومن معه من أبناء الفرس في اليمن وبعثوا باسلامهم الى رسول الله ، فأقرّه رسول الله على عمله فكان عليه حتّى توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله. راجع ابن اسحاق في السيرة٢ : ٧١.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٦٤ ط بيروت.