(المنتقى في مولد المصطفى) باسناده الى محمّد بن عبد العزيز عن أبيه عبد العزيز بن عفير ، عن أبيه عفير بن عبد العزيز عن أبيه عبد العزيز بن السفر عن أبيه السفر بن عفير ، عن أبيه عفير بن زرعة بن سيف ابن ذي يزن قال : لمّا ظفر جدّي سيف على الحبشة ـ وذلك بعد مولد النبي بسنتين ـ أتت وفود العرب وأشرافها وشعراؤها لتهنئته ، وتذكر ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه .. ثمّ ساق الحديث مثل ما تقدم برواية الصدوق ، ثمّ قال الكازروني : هذا الحديث دال على أن الوفادة الى ابن ذي يزن كان في سنة ثلاث من مولد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والأصح أنّها كانت في سنة سبع ، لأنّه يقول عبد المطّلب فيه : توفّي أبوه وامّه وكفلته أنا وعمّه. وأمّ رسول الله لم تمت حتّى بلغ ست سنين.
فنرى انّ الكازروني قد تنبّه الى هذه الغلطة ولكنّه لم يغلطها بل غلّط بداية الرواية اذ قالت : وذلك بعد مولد النبي بسنتين. بدون أيّ مرجّح فيما بين هذين النصّين. ثمّ لم يغلّط قوله : وكفلته أنا وعمّه. فما معنى ذكر كفالة عمّه أبي طالب الى جانب جدّه عبد المطّلب؟! ثمّ لم ير أيّ تناقض بين هاتين الجملتين : هذا حينه الّذي يولد فيه أو قد ولد. وقوله : وقد ولد سرارا!
والمسعودي قد اختصر الخبر على عادته في (مروج الذهب) ولكنّه صرّح : بأن سيف بن ذي يزن كان يهوديا ولذلك أبى قيصر أن ينصره ، وأبى هو ان يتنصّر أو يظهر له النصرانية فينصره ، بل عدل الى الملك غير العادل انوشيروان عابد النيران فطلب منه الأعوان على الأحباش النصارى. وهؤلاء وان كانوا على غير حقيقة النصرانية ولذلك أهلك الله كثيرا منهم بطير أبابيل ، ولكن فما الدليل على العقيدة الحقّة لدى سيف اليمن؟ أفهل يكفي لذلك رواية أبنائه المسلمين بعد المائتين بل أكثر من الهجرة ، تقصّ على المسلمين جملة جمة من مجد جدّهم سيف اليمن؟!