مِمَّا يَجْمَعُونَ)(١) أي ما يجمعه هؤلاء من أموال الدنيا (٢).
هذا ، وقد روى فيه فيما أجاب به أبو الحسن علي بن محمّد العسكري عليهالسلام نفسه في رسالته الى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أنّه قال : إليه الصفوة يصطفي من يشاء من عباده ، اصطفى محمّدا ـ صلوات الله عليه وآله ـ وبعثه بالرسالة الى خلقه ، ولو فوّض اختيار اموره الى عباده لأجاز لقريش اختيار اميّة بن أبي الصلت وأبي مسعود الثقفي ، اذ كانا عندهم أفضل من محمّد صلىاللهعليهوآله ، لما قالوا : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) يعنونهما بذلك (٣).
والخبر الأول في ذكره في رؤساء قريش الوليد بن المغيرة المخزومي يعارض ما رواه الطبرسي نفسه في «الاحتجاج» عن أمير المؤمنين عليهالسلام اذ عدّه من المستهزئين الخمسة أو الستة (٤) وهو ما رواه الصدوق أيضا مسندا في «الخصال» (٥) وفيه أنهم ماتوا في يوم واحد حين نزول قوله سبحانه : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) من سورة الحجر النازلة قبل السجدة بخمس عشرة سورة. فيبقى الخبر الثاني عن الامام الهادي عليهالسلام بلا معارض ، وفيه بدل الوليد اميّة بن أبي الصلت الثقفي نفسه.
ويشترك مع الخبر الأول من «الاحتجاج» في ذكر الوليد ، ما نقله الطبرسي في «مجمع البيان» عن قتادة عن ابن عباس. ووافق خبر قتادة خبري «الاحتجاج» في رجل الطائف أنّه : عروة بن مسعود الثقفي. وانفرد وانفرد ابن عباس في رجل الطائف :
__________________
(١) الزخرف : ٣١ ـ ٣٢.
(٢) الاحتجاج ١ : ٢٦ ـ ٣٢ باختصار.
(٣) الاحتجاج ٢ : ٢٥٥. والطباطبائي نقل الخبر الأول ولم ينقل الثاني في الميزان ١٨ : ١٠٦.
(٤) الاحتجاج ١ : ٣٢١ و ٣٢٢.
(٥) الخصال ١ : ٢٨٠.