كان النصارى يعتقدون أن المسيح صلب عليه ، فكان لهم أقدس شيء على وجه الأرض ، حتّى حصلوا عليه فبعثوا به الى عاصمتهم تيسفون (بغداد حاليا تقريبا) فأرسل پرويز رسالة الى هرقل قال فيها :
«من خسرو شاهنشاه : ملك الملوك وربّ الأرض ، الى هراگليوس عبده الحقير عديم الغيرة! أنتم الذين تقولون انكم معتمدون على ربّكم المسيح ومتوكّلون عليه ، فلمّا لم يقدر أن يخلّص بيت المقدس من يدي لا تخدعوا أنفسكم بالباطل بهذه العقيدة الفارغة الّتي لكم بالمسيح ، فانه لم يقدر حتّى على أن يخلص نفسه من مخالب اليهود ، حتّى صلبوه ووتّدوا بدنه وقتلوه بذلك الوضع الفضيع» (١).
وعن هذه الحملة حكى الطبري عن الكلبي قال : وجّه (پرويز) القائد دميران أو رميوزان الى بلاد الشام فدوّخها حتّى انتهى الى أرض فلسطين ، وورد مدينة بيت المقدس. وكانت خشبة الصليب قد وضعت في تابوت من ذهب وطمرت في بستان وزرع فوقه مبقلة ، فأخذ (دميران) اسقفها ومن كان فيها من القسّيسين وسائر النصارى وألحّ عليهم حتّى دلّوه على موضعها ، فاحتفر عنها بيده واستخرجها وبعث بها الى كسرى ، في أربع وعشرين من ملكه (٢).
وأرّخها ابن العبري من جانبه قال : وفي السنة الخامسة لهرقل افتتح الفرس بيت المقدس (٣). وقال السير پرسي سايكس : في السنة ٦١٦ م (أي السابعة للبعثة) وصل القائد الايراني شهر براز الى مصر بالعبور من صحراء سيناء ، واستولى على
__________________
(١) عن الترجمة الفارسية لتأريخ ايران ١ : ٦٦٥ ـ ٦٧٠ للسير پرسي سايكس وتاريخ ايران قديم : ٢٢٢ تأليف پيرنيا.
(٢) الطبري ٢ : ١٨١.
(٣) تأريخ مختصر الدول : ٩١.