يا أبا كرز اليوم اليوم! فوقف بهم على حجرة رسول الله فقال : هذه قدم محمّد ، والله انها لاخت القدم الّتي في المقام (١) هذه قدم ابن أبي قحافة أو أبيه ، فما زال بهم حتّى أوقفهم على باب الغار ثمّ قال : ما جاوزوا هذا المكان ، امّا أن يكونا صعدا الى السماء أو دخلا تحت الأرض.
وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار ... وصرفهم الله عن رسوله فتفرقوا (٢).
وقال الطبرسي في «إعلام الورى» : وخرج القوم في طلبه ، فعمى الله أثره وهو نصب أعينهم ، وصدّهم عنه وأخذ بأبصارهم دونه ، وهم دهاة العرب ، وبعث الله العنكبوت فنسجت في وجه الغار فسترته وأيّسهم ذلك من الطلب.
وبعث الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار (٣).
وأقبل فتيان قريش من كلّ بطن رجل بعصيّهم وهراويهم وسيوفهم حتّى اذا كانوا من النبيّ بقدر أربعين ذراعا (عشرين مترا) تقدم رجل منهم لينظر من في الغار ، ورجع الى أصحابه فقالوا له : ما لك لا تنظر في الغار؟ فقال : رأيت حماما بفم الغار فعلمت أن ليس فيه أحد. وسمع النبيّ ما قال فدعا لهن وفرض جزاءهن فاتخذن في الحرم (٤).
__________________
(١) مقام ابراهيم ، وهي قدمه.
(٢) تفسير القمي ١ : ٢٧٣ ـ ٢٧٦ ونقله الطبرسي في اعلام الورى : ٦١ ـ ٦٣ والقطب الراوندي في قصص الأنبياء : ٣٣٥ ـ ٣٣٧ وفي الخرائج والجرائح ١ : ٤٤ ح ٢٣١ وذكر اسم الرجل : أبا كريز.
(٣) نقله ابن شهرآشوب عن زيد بن أرقم بن مالك والمغيرة بن شعبة في المناقب ١ : ١٢٨.
(٤) ونقله ابن شهرآشوب عن الزهري في المناقب ١ : ١٢٨.