سمعنا قول صالح ولا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها ، ولم يتوبوا ولم يرجعوا ، فلمّا كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودّة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا يا قوم أتاكم ما قال لكم صالح.
فقال العتاة منهم : قد أتانا ما قال لنا صالح. فلمّا كان نصف الليل أتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم ، فماتوا جميعا في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم ، ولم يبق لهم ناعقة ولا راغية ولا شيء إلّا أهلكه الله ، وأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى ، وأرسل الله إليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين (١).
٢ ـ القحطانيّون : هم ابناء يعرب بن قحطان الذين كانوا يسكنون اليمن وجنوب جزيرة العرب ، ويسمّون بالعرب العاربة أيضا. واليمنيّون اليوم بصورة عامة والأوس والخزرج هم من نسل قحطان. وقد سبق أنّ قوم سبأ أيضا كانوا من نسل قحطان ، وكانت لهم حكومات ومساع عمرانية وحضارية أثرية ولهم خط يسمّى بالخطّ المسند. وكلّ ما يقال عن حضارة العرب قبل الإسلام فإنّما هو من هؤلاء في اليمن.
٣ ـ العدنانيون المضریون : وهم ابناء إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهالسلام الذي قد تبين لنا أنّه امر بأن يذهب بابنه إسماعيل وامّه هاجر إلى أرض مكّة ، فسار بهم إبراهيم عليهالسلام من أرض فلسطين إلى بطن واد منخفض بلا ماء ولا كلأ باسم مكّة ، فأجرى الله لهم ماء زمزم. وكبر إسماعيل فتزوّج من قبيلة جرهم الذين استأذنوا إبراهيم أن يسكنوا مكة فأذن لهم ، فكان لإسماعيل نسل كثير ، ومن أحفاده عدنان ، وقد تفرّعت منه فروع عديدة أشهرها قبيلة قريش
__________________
(١) الميزان ١٠ : ٣١٤ ، ٣١٦.