المعالم ـ كونه حكما عقليّا ، ولذا لم يتمسّك أحد هؤلاء فيه بخبر من الأخبار.
نعم ، ذكر في العدّة ـ انتصارا للقائل بحجيّته ـ ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآله ، من : (أنّ الشيطان ينفخ بين أليتي المصلّي فلا ينصرفنّ أحدكم إلّا بعد أن يسمع صوتا أو يجد ريحا) (١).
ومن العجب أنّه انتصر بهذا الخبر الضعيف المختصّ بمورد خاصّ ، ولم يتمسّك بالأخبار الصحيحة العامّة المعدودة في حديث الأربعمائة من أبواب العلوم.
وأوّل من تمسّك بهذه الأخبار في ما وجدته والد الشيخ البهائي ، فيما حكي عنه ، في العقد الطهماسبي ، وتبعه صاحب الذخيرة وشارح الدروس ، وشاع بين من تأخّر عنهم.
____________________________________
فالمتحصّل من الجميع أنّ جعل الاستصحاب من الاصول العمليّة كالبراءة والاشتغال ، كما هو الحقّ عند المصنّف قدسسره مبني على استفادته من الأخبار.
وبعد ذلك يقول المصنّف قدسسره : إنّ ظاهر كلمات الأكثر كون الاستصحاب حكما عقليّا ، وبذلك يكون من الأمارات الظنيّة ، لا من الاصول العمليّة (ولذا لم يتمسّك أحد هؤلاء فيه بخبر من الأخبار).
نعم ، ذكر بعضهم بعض الأخبار من باب التأييد ، وهو قول النبي صلىاللهعليهوآله :
(إنّ الشيطان ينفخ بين أليتي المصلّي فلا ينصرفنّ أحدكم إلّا بعد أن يسمع صوتا أو يجد ريحا).
حيث يستفاد منه بقاء المصلّي على الطهارة وعدم نقضه لها بشكّه فيها بسبب نفخ الشيطان ، إلّا أن يحصل له اليقين بانتقاضها ، وذلك بأنّ يسمع صوتا أو يجد ريحا ، فحكم النبيّ صلىاللهعليهوآله بوجوب إبقاء ما كان من الطهارة ، يدلّ على الاستصحاب في مورد خاصّ وهو الطهارة.
(ومن العجب أنّه انتصر بهذا الخبر الضعيف المختصّ بمورد خاصّ ، ولم يتمسّك بالأخبار الصحيحة العامّة المعدودة في حديث الأربعمائة من أبواب العلوم).
والمصنّف قدسسره يتعجّب من الشيخ قدسسره في العدّة حيث تمسّك بهذا الخبر الضعيف ولم يستدلّ على حجيّة الاستصحاب بالأخبار المعروفة للاستصحاب ، مع أنّها قد وصلت إلينا
__________________
(١) عدّة الاصول (الطوسي) : ٣٠٤.