(واختار المحقق الخراسانى ره) فى الكفاية بعد البحث عن موضوع كل علم ان موضوع علم الاصول هو الكلى المنطبق على موضوعات مسائله المتشتتة لا خصوص الادلة الاربعة بما هى ادلة بل ولا بما هى هى ثم قال ره ربما لا يكون لموضوع العلم وهو الكلى المتحد مع موضوعات المسائل عنوان خاص واسم مخصوص فيصح ان يعبّر عنه بكل ما دل عليه بداهة عدم دخل ذلك فى موضوعيته اصلا اقول وما اختاره لا يخلو عن تأمل فانكاره ره الموضوع لعلم الاصول اولى من الالتزام بان موضوعه هو الكلى المتحد مع موضوعات المسائل حال كونه مجهول الاسم فافهم.
(واما المراد من مسائل العلم ومباديه) فنقول ان مسائل كل علم ومنه علم الاصول عبارة عن جملة من قضايا متشتتة مختلفة موضوعا ومحمولا مندرجة تحت غرض واحد الذى لاجله دوّن ذلك العلم فمسائل علم النحو كقولهم كل فاعل مرفوع وكل مفعول منصوب ونحو ذلك هى المسائل التى يجمعها صون اللسان عن الخطاء فى المقال ومسائل المنطق هى المسائل التى يجمعها صون الانسان عن الخطاء فى الفكر وهكذا الى غيرهما.
(واما المبادى) فهى على قسمين فما يوجب معرفة الموضوع والمحمول كتعريف الفاعل والمبتدأ والخبر ونحوها وتعريف الرفع والنصب والجر المحمولة على تلك الموضوعات فهو من المبادى التصورية وما يوجب التصديق بثبوت المحمولات للموضوعات فى الامثلة المزبورة كالاستدلال بقوله تعالى (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) وقوله (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) واشعار امرئ القيس فهذه الادلة من المبادى التصديقية لكونها موجبة للتصديق بثبوت محمولات هذه المسائل لموضوعاتها.
(واما تمايز العلوم بعضها عن بعض) ففيه ثلاثة وجوه :
(احدها) كما هو المعروف ان تمايز العلوم بتمايز موضوعاتها وهذا