وأهل كل إقليم يتوجهون إلى ركنهم ، فالعراقي وهو الذي فيه الحجر لأهل العراق ومن والاهم.
______________________________________________________
قوله : ( وأهل كلّ إقليم يتوجهون إلى ركنهم ، فالعراقي وهو الّذي فيه الحجر لأهل العراق ومن والاهم ).
المراد بالإقليم هنا : هو الجهة والنّاحية ، والمراد بتوجّه أهل كل إقليم إلى ركنهم : توجّههم إلى جهة الرّكن الّذي يليهم ، لأنّ البعيد لما كانت قبلته الجهة ، وكونها أوسع من الكعبة بمراتب أمر معلوم ، فلا بدّ من أن يراد بتوجّههم إلى الرّكن : توجّههم إلى جهته.
أو يراد أن حقّ توجّههم الصّحيح في الواقع الّذي ليس فيه ميل أصلا ولا انحراف : أن يكون إلى الرّكن الّذي يليهم وإن اكتفى منهم بالتّوجه إلى الجهة ، لأنّ البعد يمنع من العلم بذلك.
إذا عرفت ذلك فالرّكن العراقي ـ وهو الّذي فيه الحجر ـ لأهل العراق ـ هكذا ذكر المصنّف في هذا الكتاب وغيره ، وحكى في الذّكرى عن شاذان بن جبرئيل القمّي أنّ أهل العراق ، وخراسان وما كان في حدوده مثل الكوفة ، وبغداد ، وحلوان إلى الري ، ومرو ، وخوارزم يستقبلون الباب والمقام (١) ، وقد صرّح المصنّف بذلك في التّذكرة (٢) وهذا هو الظاهر لأنّ أهل المشرق يقابلون أهل المغرب ، فيكون ركنهم في مقابل ركنهم ، فيكون الرّكن العراقي لأهل المشرق ، فينزل كلام المصنّف على التوسّع ، لأنّ موضع توجّههم إلى البيت قريب من الرّكن العراقي.
وإنّما ابتدأ بأهل العراق مع أنّهم ليسوا أهل جهة من الجهات الأربع بالاستقلال ، لأنّ المنقول عن أهل البيت عليهمالسلام من علامات القبلة علاماتهم ، فإنّ أكثر الرّواة منهم ، والمراد بـ ( من والى أهل العراق ) : من كان في سمتهم من البلاد الّتي وراؤهم.
__________________
(١) الذكرى : ١٦٣.
(٢) التذكرة ١ : ١٠١.