ثم يكبر ثلاثا رافعا يديه بها.
ويستحب القنوت في كل ثانية
______________________________________________________
قوله : ( ثم يكبّر ثلاثا رافعا بها يديه ).
إلى شحمتي أذنيه ، ويضعهما في كلّ مرّة إلى أن تبلغا فخذيه أو قريبا منهما ، قاله الأصحاب ، وليكن ذلك قبل أن يثني رجليه ، ذكره في المنتهى (١) ثم يكمل تعقيبه ، وهذا محلّ ذكر التّعقيب ، إلاّ أن المصنّف أخره إلى آخر البحث.
قوله : ( ويستحبّ القنوت في كلّ ثانية ).
القنوت لغة : الخضوع لله والطاعة والدّعاء ، ويراد به هنا : دعاء مخصوص في موضع معيّن من الصّلاة ، وأكثر الأصحاب على استحبابه ، لصحيحة البزنطي ، عن الرّضا عليهالسلام : « إن شئت فاقنت ، وإن شئت لا تقنت » (٢) ، وغيرها من الأخبار (٣).
وقال ابن بابويه بوجوبه (٤) ، لظاهر قوله تعالى ( وَقُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ ) (٥) ، ولنحو خبر وهب ، عن الصّادق عليهالسلام : « من ترك القنوت رغبة عنه فلا صلاة له » (٦).
والدلالة غير ظاهرة ، لأنّ القنوت يرد بمعنى الطّاعة والدّعاء ، فلا يتعيّن حمله على موضع النّزاع ، والمنفي في الحديث ونحوه الكمالية جمعا بين الأخبار.
واستحبابه في ثانية جميع الصّلوات من فرض ونفل ، لصحيحة زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « القنوت في كلّ صلاة في الرّكعة الثّانية قبل الرّكوع » (٧) ، وفي موثقة محمّد بن مسلم ، عنه عليهالسلام قال : « القنوت في كلّ
__________________
(١) المنتهى ١ : ٣٠١.
(٢) التهذيب ٢ : ٩١ حديث ٣٤٠ ، الاستبصار ١ : ٣٤٠ حديث ١٢٨١.
(٣) التهذيب ٢ : ٩٠ حديث ٣٣٦ ، وللمزيد انظر : الوسائل ٤ : ٩٠١ باب ٤ من أبواب القنوت.
(٤) الفقيه ١ : ٢٠٧.
(٥) البقرة : ٢٣٨.
(٦) الكافي ٣ : ٣٣٩ حديث ٦.
(٧) الكافي ٣ : ٣٤٠ حديث ٧ ، التهذيب ٢ : ٨٩ حديث ٣٣٠.