بها الطلب لتوجد (١) ، أو تترك (٢) ، وأنّه (٣) لا بدّ في تعلّق الطلب من لحاظ الوجود أو العدم (٤) معها ، فيلاحظ وجودها (٥) ، فيطلبه ، ويبعث إليه (٦) كي يكون (٧) ويصدر منه.
هذا (٨) بناء على أصالة الوجود. وأمّا بناء على أصالة الماهية ، فمتعلّق
______________________________________________________
(١) يعني : لتوجد الطبيعة في الأوامر.
(٢) أي : تترك الطبيعة في النواهي.
(٣) معطوف على ـ أنّ الطبيعة ـ.
(٤) أي : لحاظهما بنحو يتعلّق بهما الطلب ، لا لحاظهما غاية لطلب الطبيعة.
(٥) هذا الضمير ، وضمير ـ معها ـ راجعان إلى الطبيعة.
(٦) هذا الضمير ، وضمير ـ فيطلبه ـ راجعان إلى وجود الطبيعة.
(٧) يعني : كي يوجد وجودا محموليّا.
(٨) المشار إليه ما ذكره : من لحاظ الوجود في الطبيعة المتعلّقة للأمر.
توضيحه : أنّ المراد بأصالة الوجود هو : أن يكون لمفهوم الوجود ما يحاذيه في الخارج ، بحيث يندرج في وصف الشيء باعتبار نفسه ، لا متعلّقه.
وعلى هذا : يكون قولنا : «الوجود موجود» من وصف الشيء باعتبار نفسه ، لثبوت الموجوديّة للوجود بنفس ذاته.
وإن شئت عبّر عن أصالة الوجود بأنّ الأصل في التحقّق هو الوجود ، بمعنى : أنّ المجعول بالجعل البسيط أوّلا وبالذات هو الوجود ، والماهيّة مجعولة بتبعه ، فهي أمر اعتباري بالنسبة إلى الوجود. وعليه : فيكون توصيف الماهيّة بالوجود في قولنا : «الماهيّة موجودة» من الوصف باعتبار المتعلّق ، لأنّ موجوديّتها لا تكون بنفسها ، بل بالوجود ، كاتّصاف جالس السفينة بالحركة مع قيامها بالسفينة.
والمراد بأصالة الماهيّة : أنّ الأصل في التحقّق هو الماهيّة ، بمعنى : أنّها المجعولة بالجعل البسيط أوّلا وبالذات ، والوجود مجعول بتبع جعلها ، ومن عوارضها ذهنا ، فيكون قولنا : «الماهيّة موجودة» من الوصف باعتبار نفس الموصوف ، لا المتعلّق.