٣٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : مناع للخير قال : المناع الثاني ، والخير ولاية على عليهالسلام وحقوق آل محمد عليهالسلام ، ولما كتب الاول كتاب فدك بردها على فاطمة منعه الثاني فهو معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر قال : هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الامامة والخمس ، واما قوله : قال قرينه اى شيطانه وهو الثاني ربنا ما أطغيته يعنى الاول ولكن كان في ضلال بعيد فيقول الله لهما : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) اى ما فعلتم لا تبدل حسنات ، ما وعدته لا أخلفه.
٣٩ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن على بن الحسين عليهماالسلام انه قال : سألت ابى سيد العابدين عليهالسلام فقلت له : يا أبت أخبرني عن جدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما عرج به الى السماء ، وامر ربه عزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسئله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران : ارجع الى ربك فاسئله التخفيف ، فان أمتك لا تطيق ذلك ، فقال : يا بنى ان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يقترح على ربه عزوجل ولا يراجعه في شيء يأمره به فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته اليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى عليهالسلام ، فرجع الى ربه عزوجل يسئله التخفيف الى ان ردها الى خمس صلوات قال : فقلت له : يا أبت فلم يرجع الى ربه عزوجل ولم يسئله التخفيف من خمس صلوات وقد سئل موسى عليهالسلام ان يرجع الى ربه ويسئله التخفيف فقال : يا بنى أراد عليهالسلام ان يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلوة لقول الله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) الا ترى انه عليهالسلام لما هبط الى الأرض نزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول : انها خمس بخمسين (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) قال : هو استفهام ، لان وعد الله النار ان يملأها فتمتلى النار ، ثم تقول لها : (هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) على حد الاستفهام اى ليس في مزيد ، قال : فتقول الجنة : يا رب وعدت النار ان تملأها وعدتني ان تملأنى فلم تملأت وقد ملأت النار؟