ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى) يقول : ظن ان لن يرجع بعد ما يموت قوله : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) والشفق الحمرة بعد غروب الشمس والليل وما وسق يقول : إذا ساق كل شيء من الخلق الى حيث يهلكوا بها (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) إذا اجتمع (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) يقول : حالا بعد حال يقول : لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (١) لا تخطون طريقهم ، ولا يخطى شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع (٢) حتى أن لو كان من دخل حجر ضب لدخلتموه ، قالوا : اليهود والنصارى تعنى يا رسول الله؟ قال : فمن أعنى لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الامامة وآخره الصلوة.
٢٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى حنان عن أبيه عن أبى عبد اللهعليهالسلام قال : ان للقائم غيبة يطول أمدها فقلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله؟ قال : لان الله عزوجل ابى ان لا يجرى فيه سير الأنبياء عليهمالسلام في غيباتهم ، وانه لا بد له يا سدير من انتهاء مدة غيباتهم ، قال الله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) اى سير من كان قبلكم.
٢١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة ، عن ابى جعفر عليهالسلام في قول الله : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) قال : يا زرارة أو لم تركب هذه الامة بعد نبيها (طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) في امر فلان وفلان وفلان؟ ٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل يقول فيه عليهالسلام : وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا ان المنافقين كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويدفعون عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بما عهد به من دين الله ، وعزائمه وبراهين نبوته الى وصيه ، ويضمرون من الكراهية لذلك ، والنقض لما أبرمه عند إمكان الأمر لهم فيه ما قد بينه
__________________
(١) القذة : ريش السهم. يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
(٢) الباع : قدر مدالدين وما بينهما من البدن.