أنفاسهم ويكثر عرقهم ، وتضيق بهم أمورهم ويشتد ضجيجهم وترفع أصواتهم ، قال : وهو أول هول من أهوال يوم القيامة ، قال : فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة (١) فيأمر ملكا من الملائكة فينادى فيهم يا معشر الخلايق أنصتوا واسمعوا منادى الجبار ، قال : فيسمع آخرهم كما يسمع أو لهم قال : فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم (٢) وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤسهم الى ناحية الصوت مهطعين الى الداع (٣) قال فعند ذلك يقول الكافر : (هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبى جعفر عليهالسلام قال : لبث فيهم نوح الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية ، فلما أبوا وعتوا قال : رب انى مغلوب فانتصر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله كلام لعلى عليهالسلام يقول فيه وقد قيل له : لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ : ان لي أسوة بستة من الأنبياء أولهم نوح حيث قال : «رب (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) فان قال قائل : انه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، والا فالوصى أعذر.
١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني ابى عن صفوان عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : لما أراد الله عزوجل هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه فصاحت امرأته لما فار التنور ، فجاء نوح الى التنور فوضع عليها طينا وختمه حتى ادخل جميع الحيوان السفينة ، ثم جاء الى التنور ففض الخاتم (٤) ورفع الطين وانكسفت
__________________
(١) قال المجلسي (ره) : يمكن ان يكون أشراف الله تعالى كناية عن توجهه الى محاسبتهم فالاشراف في حقه مجاز وفي الملائكة حقيقة.
(٢) الفريصة : اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد.
(٣) أهطع : إذا مد عنقه ، اى يمدون أعناقهم لسماع صوته.
(٤) فض ختم الكتاب : كسره وفتحه.