كمن يمشى على وجهه ، لا يهتدى لأمره ، وجعل من تبعه (سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٠ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سعد بن الخفاف عن ابى جعفر عليهالسلام قال : القلوب أربعة قلت فيه نفاق وايمان ؛ وقلب منكوس وقلب مطبوع ، وقلب أزهر أنور قلت : ما الأزهر؟ قال : فيه كهيئة السراج فاما المطبوع فقلب المنافق واما الأزهر فقلب المؤمن ، ان أعطاه الله عزوجل شكر وان ابتلاه صبر ، واما المنكوس فقلب المشرك ، ثم قرأ هذه الاية (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
٣١ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال : دخلت مع أبى جعفر عليهالسلام المسجد الحرام وهو متكئ على فنظر الى الناس ونحن على باب بنى شيبة فقال : يا فضيل هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ، لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا ، يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم (١) ثم تلا هذه الاية : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعنى والله عليا والأوصياء عليهمالسلام ، ثم تلا هذه الاية (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) أمير المؤمنين عليهالسلام يا فضيل لم يسم بهذا الاسم غير على عليهالسلام الا مفتر كذاب الى يوم الناس هذا ، أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب الا لكم ، ولا يتقبل الله الا منكم.
٣٢ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن جميل بن صالح عن يوسف بن ابى سعيد قال : كنت عند ابى عبد الله عليهالسلام ذات يوم فقال لي : إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح عليهالسلام أول من يدعى به
__________________
(١) قوله (عليه السلام)«مسخور بهم» اى مسخرون كالبهائم ، مستعمرون للأجانب ولا يدرون ما بهم ولا يشعرون «مكبين على وجوههم» اى يعثرون كل ساعة على وجوههم وهو كناية عن شدة تحيرهم وترددهم وغفلتهم وعدم ثباتهم.