قال : سمعت ابى يقول : قال الرجل للرضا عليهالسلام ؛ والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال : التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم ، فقال له آخر : أنت والله خير الناس ، فقال له : لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى وأطاع له ، والله ما نسخت هذه الآية : (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)
٨٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا) قال الشعوب العجم ، والقبائل العرب ، وقوله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وهو رد على من يفتخر بالاحساب والأنساب.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم فتح مكة يا ايها الناس ان الله قد اذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها ، ان العربية ليست باب والد ، وانما هو لسان ناطق ، فمن تكلم به فهو عربي ، الا انكم من آدم وآدم من التراب ، و (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ).
٨٤ ـ أخبرنا الحسين بن على عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن على بن الحسين العبدي عن ابى هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليماني قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ان الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله : «وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال» فانا من أصحاب اليمين ، وانا خير من أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلاثا ، وذلك قوله : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) فانا من السابقين وانا خير السابقين ، ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) فقبيلتى خير القبائل ، وانا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.