رأسه ، فقال : سبحان ربي الأعلى.
٥٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى سفيان بن السمط قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار وإذا أراد الله عزوجل بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به (١) وهو قول الله عزوجل: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) بالنعم عند المعاصي.
٥٨ ـ في مجمع البيان وروى عن أبى عبد الله عليهالسلام انه قال : إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج.
٥٩ ـ في أصول الكافي ابن أبى عمير عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : انى سألت الله تبارك وتعالى ان يرزقني ما لا فرزقني ، وانى سألت الله ان يرزقني ولدا فرزقني ، وسألته أن يرزقني دارا فرزقني ، وقد خفت ان يكون ذلك استدراجا؟ فقال : اما مع الحمد فلا.
قال عز من قائل (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ).
٦٠ ـ في تفسير العياشي عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليهالسلام كتب أمير ـ المؤمنين عليهالسلام (٢) قال : حدثني رسول الله صلىاللهعليهوآله ان جبرئيل حدثه أن يونس بن متى عليهالسلام بعثه الله الى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (٣) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم ، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أو تار النبوة وأعلامها وانه يتفسخ تحتها كما يتفسخ البعير تحت حمله (٤) وانه اقام فيهم يدعوهم الى الايمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة ، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم أحدهما روبيل والاخر تنوخا ، وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة ، وكان تنوخا رجلا مستضعفا
__________________
(١) اى يدوم على فعله.
(٢) كذا في الأصل لكن في المصدر «وجدنا في بعض كتب ... اه».
(٣) اى تصيبه البأس والغضب.
(٤) تفسخ الربع تحت الحمل : ضعف وعجز ولم يطقه.