وقال محمد بن جبير بن مطعم : لمّا حصر عثمان أرسل الى عليّ : إنّ ابن عمّك مقتول ، وإنّك لمسلوب (١).
وعن أبان بن عثمان قال : لمّا ألحّوا على عثمان بالرّمي ، خرجت حتّى أتيت عليّا فقلت : يا عمّ أهلكتنا الحجارة ، فقام معي ، فلم يزل يرمي حتّى فتر منكبه ، ثم قال : يا بن أخي ، أجمع حشمك ، ثمّ يكون هذا شأنك (٢).
وقال حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ : إنّ عثمان بعث إلى عليّ يدعوه وهو محصور ، فأراد أن يأتيه ، فتعلّقوا به ومنعوه ، فحسر عمامة سوداء عن رأسه وقال : اللهمّ لا أرضى قتله ولا آمر به (٣).
وعن أبي إدريس الخولانيّ قال : أرسل عثمان إلى سعد ، فأتاه ، فكلّمه ، فقال له سعد أرسل إلى عليّ ، فإن أتاك ورضي صلح الأمر ، قال : فأنت رسولي إليه ، فأتاه ، فقام معه عليّ ، فمرّ بمالك الأشتر ، فقال الأشتر لأصحابه : أين يريد هذا؟ قالوا : يريد عثمان ، فقال : والله لئن دخل عليه لتقتلنّ عن آخركم ، فقام إليه في أصحابه حتّى اختلجه (٤) عن سعد وأجلسه في أصحابه ، وأرسل الى أهل مصر : إن كنتم تريدون قتله فأسرعوا. فدخلوا عليه فقتلوه (٥).
وعن أبي حبيبة قال : لمّا اشتدّ الأمر ، قالوا لعثمان ـ يعني الذين عنده
__________________
(١) تاريخ دمشق ٣٦٨.
(٢) أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٦٩ رقم ١٤٥٥ ، تاريخ دمشق ٣٧١.
(٣) أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٦٩ رقم ١٤٥٤ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٦٨ ، تاريخ دمشق ٣٧١.
(٤) أصل الخلج : الجذب والنزع ، كما في «النهاية» لابن الأثير ، وانظر : لسان العرب ـ مادّة «خلج».
(٥) تاريخ دمشق ٣٧٣.