ـ كذلك ابقائي للتوضيح ، الذي دعت الحاجة الى نشره ، رغم رغبتي وسعيي الحثيث لرفعه مع المقدمة ، ولكن الذين بدءوا الاعتداء وعملوا على نشر الباطل في تقريرهم ، واسمرار مسعاهم في نشر الرسائل والتعليقات والمقالات ، والعمل على طبع شرح الطحاوية محرفا ومدلسا على الناس أنه طبعتنا ، وما زلت عند قولي في «التوضيح» (١).
وإليك بعض ما ذكرت في مقدمتي «للعقيدة الطحاوية ـ شرح وتعليق» للمحدث الألباني :
فإن عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي ، هي عقيدة أهل السنة والجماعة المتفق على اتباعها من علماء الأمة. لأنها وافقت معتقد علماء هذه الملة ، خلال قرون متعددة. ومنهم أبو حنيفة النعمان ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وأكثر أتباعهم. كما أنها عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري ، التي استقر عليها أخيرا بالجملة. ولم يشذ عنها إلا من أشرب في قلبه ، نوع من الاعتزال ، والجهمية ، ومناصبة السنّة العداوة.
وقد امتنّ الله عليّ ، فيسّر لي طبع «شرح العقيدة الطحاوية» للعلامة ابن أبي العزّ الحنفي ، بعد حصولي على مخطوطة قيّمة (٢).
ولم أجزم في طبعتنا بنسبة الشرح لابن أبي العزّ ـ رحمهالله ـ غير أن أستاذي الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، في سفرته الأولى إلى المغرب سنة ١٣٩٥ ، أهدى إليه الأستاذ الفاضل الشيخ محمد أبو خبزة مدير مكتبة مدينة «تطون» من المملكة
__________________
(١) وقد دعت الضرورة أن نطبع كمية من النسخ خالية من المقدمة والتوضيح بناء على رغبة جهة كريمة ، لا أشك برغبتها بصدق نيتها في الاصلاح.
(٢) أنظر ذلك ، في طبعتنا هذه التي بين يديك ، في ثوبها الجديد ، ففيها ما يعرفك بالكثير مما يلزمك ، ولا تغتر بالطبعات المسروقة عن طبعتنا الرابعة الخالية من «التوضيح» ومن «مقدمة الشيخ ناصر الدين الألباني» ، ولا بالمصوّرة عن طبعة العلامة الشيخ أحمد شاكر ـ رحمهالله ـ فإن في كل ذلك النقص والتحريف. ولو أن أستاذنا الشيخ أحمد شاكر ، أطلع على طبعتنا ، لكان من المحبذين لها ، لما كان يتمتع به من علم وإنصاف.