المغربية ، رسالة مصوّرة عن مخطوط ، ذكر تحت عنوانها ، أن مؤلف شرح العقيدة الطحاوية ، هو ابن أبي العزّ الحنفي.
وهذا مما حداني إلى مراجعة ما سبق وجمعته بشأن معرفة الشارح ، واستبعدت أن يكون جمال الدين يوسف بن موسى الملطي ، كما كان ظاهرا من بعض الكلمات الممحية من المخطوطة ، لاستبعاد أن يؤلف الملطي مثل هذا الشرح السلفي المعتمد على الحديث النبوي الشريف ، وهو القائل كما في «شذرات الذهب» (٧ / ٤٠) : من نظر في صحيح البخاري فقد تزندق؟!
وكان يفتي بأكل الحشيشة ، ووجوه الحيل في أكل الربا ، زاعما أن يخرج ذلك على نصوص مذهبه ، هو بلا شك ، افتراء منه ، ومن أتباعه حتى يومنا هذا ، على الإمام أبي حنيفة ورجال مذهبه الأفاضل الاتقياء.
وقد أشار ابن الشحنة إلى ذلك ، حيث هجاه بقوله :
عجبت لشيخ يأمر الناس بالتقى |
|
وما راقب الرحمن يوما وما اتقى |
يرى جائزا أكل الحشيشة والربا |
|
ومن يستمع للوحي حقا تزندقا؟ |
ثم اتضح أن السبب في إخفاء ابن أبي العز ، أو النسّاخ لاسمه ، هو الخوف من الهجمة الشرسة ، التي كانت سائدة في عصره من قبل المخرّفين ، والمتعصبين ، مؤيّدين بقوة السلاطين الجاهلين ... الظاهر برقوق ، وابنه الناصر فرج ، ولاجين بن عبد الله الشركسي وأمثالهم ، وكانوا على عقيدة سيئة ، فضلا عما في سلوكهم من انحراف ، وكانوا يقربون أصحاب وحدة الوجود ، وأهل السحر ، والزيج ، وضرب الرمل. ولا تكاد تجد من المقربين إليهم إلا من اشتهر بذلك أو بما هو أسوأ!!
ولا أدلّ على هذا مما رواه ابن حجر وإليك كلامه بنصه (١) :
وفي سنة ٧٨٤ كانت واقعة الشيخ صدر الدين علي بن أبي العز الحنفي
__________________
(١) أنظر «إنباء الغمر» ١ / ٢٥٨ و ٢ / ٧٥ طبع إحياء التراث. تحقيق الاستاذ حسن حبشي. «الضوء اللامع» ٥ / ٦٦٥ «النجوم» ٦ / ١٣٨ توجد نسخة محفوظة باسم «تحفة العالم في سيرة سيد العوالم» لنصر الدين ابي عبد الله محمد بن أيبك بن عبد الله الفأفاء الذي عاش حوالي ٧٨٢ «محلة المجمع» ٥٣ / ٢ / ٤٥٠
.