هذه الأحاديث كلها في «الصحيحين» أو أحدهما كما رأيت ، وقد ضعّفها الكوثري كلها ، ومعها أمثالها ، لو تتبعها أحد من أهل العلم في كتبه وتعليقاته لجاءت في مجلد! وأما الأحاديث التي ضعفها مما ليس عند الشيخين فحدّث ولا حرج ، وتجد بعض الأمثلة منها مع الرد عليه فيها عند الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمهالله تعالى في كتابه الفذ «التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (١)» ، وقد كنت قمت على تحقيقه وطبعه منذ بضع سنين.
فما رأي التلميذ البار في شيخه «العلامة المحقق الحجة الامام .. الكوثري» وقد ضعف هذه الأحاديث الصحيحة كلها؟!
بل ما رأيه هو نفسه في تضعيفه لحديث رواه مسلم في «صحيحه»؟! فقد قال تعليقا على قول اللكنوي في «الرفع» (ص ١٣٤ ـ ١٣٥) : ولا يصح الحديث لكونه شاذا أو معللا : قال المتعصب الجائر في تعليقه عليه :
«مثاله ما انفرد به مسلم في «صحيحه» (٤ / ١١١) من رواية .. قتادة عن أنس ابن مالك أنه حدثه قال : صليت خلف النبي صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكانوا يستفتحون ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، لا يذكرون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في أول قراءة ولا في آخرها».
ثم نقل عن ابن الصلاح وجه الاعلال المشار إليه.
فما قول المتعصب الجائر في إقدامه المكشوف على تضعيفه لهذا الحديث في «صحيح مسلم» ، وهو ينقم عليّ توقفي عن تصحيح حديث البخاري المتقدم؟! مع ضعف سنده عند المحققين؟!
فإن قال : أنا في ذلك تابع لابن الصلاح : فالجواب : إن كان هذا لك عذرا ، فأنا أولى به منك لأن متبوعي في التضعيف المشار إليه أكثر وأشهر ، كما يعلم مما سبق! مع الفرق الكبير في ذلك وهو أنني ألمحت إلى إمكان ثبوت حديثي بطرقه ، وهذا ما لم يصنعه هو في حديثه الذي أعله ، بل إن الحافظ في «الفتح» دفع عنه علته ورحم الله من قال :
__________________
(١) ويقوم المكتب الاسلامي بإعادة طبعه مجددا مع اضافات كثيرة ، تبين حال أعداء السنة والحديث.