الأيدي قد لعبت فيه بالمحو والكتابة أكثر من مرة ، وأخيرا أثبت عليه ما أثبته الشيخ أحمد شاكر.
وقد استطعنا ان نتبين من بقايا الكتابة الاولى الكلمات التالية «جمال الدين ... ابن صلاح الدين أبي البركات موسى بن محمد الملطي الحنفي» فاستظهرنا انه : يوسف بن موسى بن محمد أبو المحاسن جمال الدين الملطي المتوفى سنة ٨٠٣ ه وترجمته في «الضوء اللامع» للسخاوي (١٠ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦) و «شذرات الذهب» لابن العماد (٧ / ٤٠) وابن اياس في تاريخه (٣١٥) وغيرهم.
ولكن حال دون القطع بذلك ان صاحب هذا الشرح ـ كما ذكر هو نفسه في غير موضع من الكتاب ـ من تلامذة ابن كثير ، ولم يذكر أحد ممن ترجموا للملطي المذكور انه تلميذ لابن كثير ، كما لم يذكروا أيضا ان له شرحا على الطحاوية ، ويبعد ان يؤلف مثل هذا الشرح السلفي المعتمد على الحديث النبوي الشريف وهو القائل كما في «شذرات الذهب» ٧ / ٤٠ : من نظر في البخاري فقد تزندق.
فبقيت المسألة معلقة تنتظر الدليل القاطع للبت في طبعتنا الثالثة ، وأما في طبعتنا هذه تيقنا انها لابن أبي العز جزاه الله خيرا عن الاسلام وأهله (١).
هذا وقد قمنا بمقابلة مخطوطتنا على مطبوعة مكة ، ومطبوعة الشيخ احمد شاكر ، وبما أننا قد جعلنا مخطوطتنا هي الأصل ، فكل زيادة كانت فيها ، ادرجت دون الاشارة إليها ، وهو كثير (٢) وما كان من زيادة في احدى المطبوعتين اثبتناه ضمن حاضرتين هكذا [] كما أننا قمنا بترقيم الآيات والعناية بالطبع ، والتصحيح ومراجعة النصوص على اصولها ، وضبط ما اشكل منها قدر المستطاع.
ثم يسر الله لي مصورتين لمخطوطتين لم نكن نعرف عنا شيئا.
كما اننا قابلنا المتن على عدد كبير من المخطوطات وقد قام استاذنا الجليل
__________________
(١) انظر صورة مخطوط المغرب صفحة ٦٦.
(٢) انظر مثلا السطر الثامن من الصفحة ٨١ من مطبوعتنا المقابلة للصفحة ٢٣ من مطبوعة شاكر تلاحظ سقطا مقداره ٣٤ سطرا غير موجود في مطبوعة مكة وشاكر.