عزوجل : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٢٨].
قوله تعالى : (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ).
أي : أن الله يعلم ما في الضمائر ومكنونات الصدور ، فهو عالم بمن هو قابل الهداية والتوفيق ، ومن هو غير قابل لذلك ، فيحكم بما تقتضيه حالهم ، وفي ذلك دلالة على إيكال الأمر إليه عزوجل ، فيكون تأكيدا لما سبق.
ولعلّ ختم الكلام بهذه الجملة للإرشاد إلى أن المقام ليس مقام التخويف والتوعيد ، بل مقام الجلب والتأليف ولو بالتأكيد ، ويدلّ على ذلك إتيان لفظ (العباد) الذي يشعر بالرأفة بهم ، فإن عنوان العبوديّة يقتضي كونهم مربوبين له جلّت عظمته.