المؤمن من الكافر ، وتخرج الكافر من المؤمن».
وفي الدر المنثور : عن ابن مسعود وعن سلمان عن النبي صلىاللهعليهوآله : في قوله تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) قال صلىاللهعليهوآله : «المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن».
أقول : هذا من باب ذكر بعض المصاديق ، لأن الحياة والموت كما مرّ في التفسير تشملان الحياة الحقيقيّة والجسمانيّة.
وفي الدر المنثور ـ أيضا ـ : عن سلمان الفارسي : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما خلق الله آدم عليهالسلام أخرج ذرّيته فقبض قبضة بيمينه ، فقال : هؤلاء أهل الجنّة ولا أبالي ، وقبض بالأخرى قبضة فجاء فيها كلّ رديء ، فقال : هؤلاء أهل النار ولا أبالي ، فخلط بعضهم ببعض فيخرج الكافر من المؤمن ويخرج المؤمن من الكافر ، فذلك قوله تعالى : (تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ)».
أقول : تقدّم وجهه وأن ذلك من باب بيان بعض المصاديق ، وأمثال هذه الرواية كثير وردت في أبواب الطينة وسنتعرّض لها إن شاء الله تعالى في الآيات المناسبة.
وفيه ـ أيضا ـ : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما خطّ الخندق عام الأحزاب ، وقطع لكلّ عشرة أربعين ذراعا وأخذوا يحفرون ، خرج من بطن الخندق صخرة كالتل العظيم لم تعمل فيها المعاول ، فوجّهوا سلمان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله يخبره ، فأخذ المعول من سلمان فضربها ضربة صدعتها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم ، وكبّر وكبّر المسلمون ، وقال : أضاءت لي منها قصور الحيرة كأنها أنياب الكلاب ، ثم ضرب الثانية فقال : أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم ، ثم ضرب الثالثة فقال : أضاءت لي قصور صنعاء وأخبرني جبرائيل عليهالسلام أن امتي ظاهرة على كلّها فابشروا ، فقال المنافقون : ألا تعجبون يمنّيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا ، فنزلت :