(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (٢٨) قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٩) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (٣٠) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٣٢))
بعد أن ذكر سبحانه وتعالى كيفيّة الثناء عليه وتمجيده والابتهال إليه جلّ شأنه ، وبيّن الوجه في ارتباط الخلق مع الخالق ، وأنه لا بد من الالتجاء إلى الله عزوجل والاعتراف بربوبيّته وسلطانه.
في هذه الآيات يبيّن سبحانه وتعالى تنظيم العبوديّة بين العبد والمعبود ، فأرشد عباده إلى اللجوء إليه عزوجل ونبذ الاغترار بغيره تعالى ، بحيث ترفع التفرقة والتخالف بين أهل الإسلام ، والاختلاف بين الأديان والمعتقدات ، ونهى المؤمنين عن الامتزاج الروحي والمخالطة القلبيّة مع أعدائه تعالى ، وحذّرهم عن ذلك ، وأمرهم بحبّ الله تعالى وطاعته وطاعة الرسول والتحابب بينهم ، ووعدهم بالرأفة والغفران ، ولا تخلو الآيات عن ارتباط بالآيات السابقة من التعريض بالكافرين وأهل الكتاب.