تعصي الإله وأنت تظهر حبّه |
|
هذا لعمري في الفعال بديع |
لو كان حبّك صادقا لأطعته |
|
إن المحب لمن يحبّ يطيع |
أقول : ظهر ممّا تقدم وجه هذه الرواية.
وفي الدر المنثور : أخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من رغب عن سنّتي فليس مني ، ثم تلا هذه الآية : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)».
أقول : متابعة سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله لا تتحقّق إلا بامتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه ، وذلك لا يتم إلا بمتابعة العلماء العاملين بسنّته ، القائمين مقامه.
وفي الدر المنثور ـ أيضا ـ : أخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم عن عائشة قالت : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء ، وأدنى ذلك أن يحبّ على شيء من الجور ، ويبغض على شيء من العدل ، وهل الدين إلا الحبّ في الله والبغض في الله؟ قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)».
أقول : أما قوله صلىاللهعليهوآله : «الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا .. إلخ» فيأتي شرحه في قوله تعالى : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) [سورة يوسف ، الآية : ١٠٦] ، وفي جملة من الأخبار الواردة : «أن قول الرجل لأخيه : لو لا فلان لهلكت ، هذا نحو شرك ، فقيل له : يا رسول الله كيف نقول؟ قال : قولوا لو لا أن من الله عليّ بفلان لهلكت».
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «هل الدين إلا الحبّ والبغض في الله» فمعناه أن محبّة ما يحبّه الله تعالى وبغض ما يبغضه الله تعالى هما الدين ، ولا معنى للدين إلا ذلك ، سواء لوحظ من الوجه الكلّي أم الوجه الفردي الشخصي.
في الدر المنثور ـ أيضا ـ : أخرج أبو أحمد ، وأبو داود ، والترمذي وابن ماجة ، وابن حيان والحاكم ، عن أبي رافع عن النبي صلىاللهعليهوآله : «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري ممّا أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا ندري ما