أقول : المراد من الثابت ، أي : الحجّية في العمل به ، كما أن المراد من ما مضى ، أي مضى أمده وانتفت حجّيته ، وسيأتي في البحث العلمي ما يتعلّق بالمقام.
وفي الكافي : عن الباقر عليهالسلام : «المنسوخات من المتشابهات».
أقول : تقدّم أنه من باب ذكر أحد المصاديق ، فلا بد وأن يحمل على قبل العلم بالناسخ ، وإلا فيزول التشابه لا محالة.
في الكافي : عن أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام قال : «نحن الراسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله».
أقول : لأن علمهم من علم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وورثوا ذلك منه بالوراثة العلمية والنسبية.
في الكافي : عن بريد بن معاوية ، عن أحدهما عليهماالسلام في قول الله عزوجل : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ، فرسول الله أفضل الراسخين في العلم ، قد علّمه الله عزوجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه ، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله : (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) ، والقرآن خاص ، وعام ، ومحكم ، ومتشابه ، وناسخ ، ومنسوخ ، فالراسخون في العلم يعلمونه».
أقول : هذا بيان لأصل الراسخ في العلم ، وهو رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وما يتفرّع منه ، وهم أوصياؤه العظام ، كما مرّ في التفسير ، وسيأتي في البحث العلمي ما يتعلّق بذيل الرواية.
في الكافي : عن أبي الصباح الكناني عن الصادق عليهالسلام : «نحن قوم فرض الله عزوجل طاعتنا ، لنا الأنفال ، ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم».
أقول : المراد من الطاعة هنا اتّباع أقوالهم وأفعالهم ، لأن قولهم وفعلهم عليهمالسلام حاكيان عن قول النبيّ صلىاللهعليهوآله وفعله ، وكلّ من قال عن النبي صلىاللهعليهوآله شيئا يجب إطاعته ، لأن قوله يكون قول النبي صلىاللهعليهوآله ، وهو قول الله عزوجل.