الْمُتَكَبِّرِينَ) (٢٩) [سورة النحل : ٢٩ ـ ٢٧]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : قوله تعالى : (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) قال : الذين أوتوا العلم : الأئمة عليهمالسلام يقولون لأعدائهم : أين شركاؤكم ، ومن أطعتموهم في الدنيا؟ ثم قال فيهم أيضا : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) سلموا لما أصابهم من البلاء ، ثم يقولون : (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) فردّ الله عليهم ، فقال : (بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)(١).
* س ١٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ (٣٠) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ) (٣١) [سورة النحل : ٣١ ـ ٣٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : لما قدم سبحانه ذكر أقوال الكافرين فيما أنزله على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عقبه بذكر أقوال المؤمنين في ذلك ، فقال : (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) الشرك والمعاصي ، وهم المؤمنون (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) أي : أنزل الله خيرا ، لأن القرآن كله هدى ، وشفاء ، وخير (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) ويجوز أن يكون هذا ابتداء كلام من الله تعالى ، معناه : للمحسنين في هذه الدنيا حسنة ، مكافأة لهم ، وهي الثناء
__________________
(١) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٣٨٤.