(وَآتَيْناهُمْ آياتِنا) : أي أتينا أصحاب الحجر الحجج ، والمعجزات ، والدلالات الدالة على صدق الأنبياء. وقيل : أتينا الرسل الآيات ، (فَكانُوا عَنْها) أي : عن الآيات ، (مُعْرِضِينَ) أعرضوا عن التفكر فيها ، والاستدلال بها ، (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) أي : وكان قوم صالح في القوة بحيث ينحتون من الجبال بيوتا يسكنونها ، وكانوا آمنين من خرابها وسقوطها عليهم. وقيل : كانوا آمنين من عذاب الله. وقيل : آمنين من الموت لطول أعمارهم. (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ) أي : فأهلكوا بالصيحة في وقت دخولهم في الصباح (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) أي : فما دفع عنهم العذاب ، ولم يغنهم (ما كانُوا يَكْسِبُونَ) أي : يجمعون من المال والأولاد ، وأنواع الملاذ (١).
* س ٢٣ : ما هو الصفح الجميل في قوله تعالى :
(وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) (٨٥) [سورة الحجر : ٨٥]؟!
الجواب / قال الرضا عليهالسلام في قول الله عزوجل (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) قال : «العفو من غير عتاب» (٢).
* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)(٨٦) [سورة الحجر : ٨٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ) للأشياء (الْعَلِيمُ) بتدبير خلقه ، فلا يخفى عليه ما يجري بينكم.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ١٢٧ ـ ١٢٨ ، وراجع روايات أهل البيت عليهمالسلام في قصة نبي الله صالح عليهالسلام في سورة هود : ٦١.
(٢) معاني الأخبار : ص ٣٧٣ ، ح ١.