الرّفق فيبجّله ويوقّره ، فقد يجب ذلك له عليه ، ولكن تراه أنه يريد بتخشّعه ما عند الله ، ويريد أن يحيله عمّا في يديه» (١).
وعن أحدهما عليهماالسلام ، في قول الله : (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ).
قال : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نزل به ضيقة ، [فاستلف من يهوديّ] فقال اليهودي : والله ما لمحمّد ثاغية ولا راغية (٢) ، فعلام أسلفه؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّي لأمين الله في سمائه وأرضه ، ولو ائتمنني على شيء لأدّيته إليه ـ قال ـ فبعث بدرقة (٣) له ، فرهنها عنده ، فنزلت عليه (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى)(٤)» (٥).
* س ٢٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) (٩٠) [سورة الحجر : ٩٠ ـ ٨٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) ، معناه : وقل إني أنا المعلم بموضع المخافة ليتقي المبين لكم ما تحتاجون إليه ، وما أرسلت به إليكم (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) ، قيل : فيه قولان :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٨١.
(٢) الثاغنة : الشاة. «الصحاح ـ ثغا ـ ج ٦ ، ص ٢٢٩٣» ، والراغية : الناقة. «الصحاح ـ رغا ـ ج ٤ ، ص ٢٣٦٠».
(٣) الدرقة : ترس من الجلد. «لسان العرب ـ درق ـ ج ١٠ ، ص ٩٥».
(٤) طه : ١٣١.
(٥) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٤٢.