ويقول المشركون للمسلمين (مَتى هذَا الْوَعْدُ) الذي تعدوننا يريدون وعد القيامة (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أي : ويقولون إن كنتم صادقين في هذا الوعد ، فمتى يكون ذلك. ثم قال سبحانه : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ) أي : لو علموا الوقت الذي لا يدفعون فيه عذاب النار عن وجوههم (وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ) يعني أن النار تحيط بهم من جميع جوانبهم (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) وجواب لو محذوف ، وتقديره لعلموا صدق ما وعدوا به ، ولما استعجلوا ، ولا قالوا (مَتى هذَا الْوَعْدُ). ثم قال (بَلْ تَأْتِيهِمْ) الساعة (بَغْتَةً) أي : فجأة (فَتَبْهَتُهُمْ) أي : فتحيرهم (فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها) أي : فلا يقدرون على دفعها. (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) أي : لا يؤخرون إلى وقت آخر ، ولا يمهلون لتوبة أو معذرة (١).
* س ٢٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤١) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) (٤٣) [سورة الأنبياء : ٤٣ ـ ٤١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) : لما تقدم ذكر استهزاء الكفار بالنبي والمؤمنين سلى الله سبحانه نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عند ذلك بقوله : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) كما استهزأ هؤلاء (فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي : حل بهم وبال استهزائهم وسخريتهم. وقوله : (مِنْهُمْ) يعني من الرسل (قُلْ) يا محمد لهؤلاء الكفار (مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) أي : يحفظكم من بأس الرحمن وعذابه. وقيل : من
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٨٧ ـ ٨٨.