من الدم والقيح من فروج الزواني في النار» (١).
وقال عليّ بن إبراهيم : وقوله : (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ) قال : يقرّب إليه فيكرهه ، فإذا دنا منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا شرب تقطّعت أمعاؤه ومزّقت تحت قدميه ، وإنه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا وقيحا. ثم قال : وإنّهم ليبكون حتى تسيل دموعهم فوق وجوههم جداول ، ثم تنقطع الدموع فتسيل الدّماء حتى لو أنّ السّفن أجريت فيها لجرت ، وهو قوله : (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) (٢).
وقال علي بن الحسين عليهماالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ أهل النار لما غلى الزّقّوم والضّريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشّراب ، فأتوا بشراب غسّاق (٣) وصديد (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ) وحميم تغلي به جهنّم منذ خلقت ، (كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) (٤).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١٨) [سورة إبراهيم : ١٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : وقوله : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٧٤.
(٢) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٣٦٨ ، والآية من سورة محمد : ١٥.
(٣) الغسّاق : ما يغسق من صديد أهل النار ، أي يسيل. «مجمع البحرين ـ غسق ـ ج ٥ ، ص ٢٢٣».
(٤) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٢٣ ، ح ٧ ، والآية من سورة الكهف : ٢٩.