* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ) (٤٥) [سورة الأنبياء : ٤٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) أي : قل يا محمد إنما أنذركم من عذاب الله ، وأخوفكم بما أوحى الله إلي (وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ) شبههم بالصم الذين لا يسمعون النداء إذا نودوا ، لأنهم لم ينتفعوا بالسمع. والمعنى : أنهم يستثقلون القرآن وسماعه ، وذكر الحق ، فهم في ذلك بمنزلة الأصم الذي لا يسمع (إِذا ما يُنْذَرُونَ) أي : يخوفون (١).
* س ٢٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦) وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) (٤٧) [سورة الأنبياء : ٤٧ ـ ٤٦]؟!
الجواب / قال علي بن الحسين عليهالسلام ، في حديث يعظ فيه الناس ، قال فيه عليهالسلام : «ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب ، فقال الله عزوجل : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) ، فإن قلتم ـ أيها الناس ـ إن الله عزوجل إنما عنى بهذا أهل الشرك ، فكيف ذلك ، وهو يقول : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ)؟
اعلموا ـ عباد الله ـ أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ، ولا تنشر
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٦١.