قال : قوله : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ) ـ يعني أموال الدنيا ـ (عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) ـ في الدنيا ـ (ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ) ـ في الآخرة ـ (يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً) يعني : يلقى في النار ، ثم ذكر من عمل للآخرة فقال : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) ثمّ قال قوله تعالى : (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) يعني : من أراد الدنيا وأراد الآخرة ، ومعنى نمدّ : أي نعطي (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) : أي ممنوعا.
ثم قال : قوله تعالى : (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) أي في النار ، وهو مخاطبة للنبيّ والمعنى للناس ، قال : وهو قول الصادق عليهالسلام : «إن الله بعث نبيّه بإيّاك أعني واسمعي يا جارة» (١).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) (٢٤) [سورة الإسراء : ٢٤ ـ ٢٣]؟!
الجواب / قال شيخ لأمير المؤمنين عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ، فما القضاء والقدر ، اللذان ساقانا ، وما هبطنا واديا ولا علونا تلّة إلّا بهما.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «الأمر من الله والحكم ـ ثمّ تلا هذه الآية ـ : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) أي أمر ربّك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانا» (٢).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٧.
(٢) التوحيد : ص ٣٨٢.