قال : قلت : وكيف ـ جعلت فداك ـ وفيهم ما فيهم؟ قال : «ليس حيث تذهب ، إنّما قوله : (لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) أن يحبّب إليهم الكفر ويبغّض إليهم الإيمان» (١).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٤٤) [سورة الحجر : ٤٤ ـ ٤٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) «فوقوفهم على الصراط».
وأمّا : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) فبلغني ـ والله أعلم ـ أنّ الله جعلها سبع درجات ، أعلاها الجحيم ، يقوم أهلها على الصّفا منها ، تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها.
والثانية : لظى : (نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعى)(٢).
والثالثة : سقر (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ)(٣).
والرابعة : الحطمة (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ)(٤) تذر كلّ من صار إليها مثل الكحل ، فلا تموت الروح ، كلّما صاروا مثل الكحل عادوا.
والخامسة : الهاوية ، فيها مالك ، ويدعون : يا مالك ، أغثنا ، فإذا أغاثهم
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ١٧.
(٢) المعارج : ١٦ ـ ١٨.
(٣) المدثر : ٢٨ ـ ٣٠.
(٤) المرسلات : ٣٢ و ٣٣.