* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) (٢٩) [سورة إبراهيم : ٢٩ ـ ٢٨]؟!
الجواب / قال الحارث بن المغيرة النّصري ، سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) قال : «ما تقولون في ذلك؟». قلت : نقول : هم الأفجران من قريش : بنو أميّة وبنو المغيرة.
قال : ثمّ قال : «هي والله قريش قاطبة ، إنّ الله تبارك وتعالى خاطب نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنّي فضّلت قريشا على العرب ، وأتممت عليهم نعمتي ، وبعثت إليهم رسولي ، فبدّلوا نعمتي كفرا وأحلّوا قومهم دار البوار» (١).
وقال الأصبغ بن نباتة ، قال علي عليهالسلام : «ما بال قوم غيّروا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعدلوا عن وصيّه ، لا يخافون أن ينزل بهم العذّاب؟» ثمّ تلا هذه الآية (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) ثمّ قال : «نحن ـ والله ـ نعمة الله التي أنعم بها على عباده ، وبنا فاز من فاز» (٢).
وفي رواية زيد الشّحام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قلت له : بلغني أن أمير المؤمنين عليهالسلام سئل عنها ، فقال : «عنى بذلك الأفجرين من قريش : أمية ومخزوم ، فأمّا مخزوم فقتلها الله يوم بدر ، وأمّا أميّة فمتّعوا إلى حين»؟
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «عنى الله والله بها قريشا قاطبة ، الذين عادوا رسول الله ونصبوا له الحرب» (٣).
وقال محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري : كان ممّا قال هارون لأبي
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٠٣ ، ح ٧٧.
(٢) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٨٦.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٣.