* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٨) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) (٣٩) [سورة النحل : ٣٩ ـ ٣٨]؟!
الجواب / قال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : قوله تبارك وتعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)؟
قال : فقال لي : «يا أبا بصير ، ما تقول في هذه الآية؟» قال : قلت : إنّ المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ الله لا يبعث الموتى. قال : فقال : «تبّا لمن قال هذا ، هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللّات والعزّى؟».
قال : قلت : جعلت فداك ، فأوجدنيه؟ قال : فقال لي : «يا أبا بصير ، لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا ، قبائع (١) سيوفهم على عواتقهم ، فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا ، فيقولون : بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم ، وهم مع القائم. فيبلغ ذلك قوما من عدوّنا ، فيقولون : يا معشر الشيعة ، ما أكذبكم! هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب! لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة ـ قال ـ فحكى الله قولهم فقال : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ)(٢).
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا
__________________
(١) قبائع : جمع قبيعة ، وهي ما على طرف مقبض السيف من فضّة أو ذهب. «الصحاح ـ قبع ـ ج ٣ ، ص ١٢٦٠».
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٥٠ ، ح ١٤.