صبر صبر قليلا ، ومن جزع جزع قليلا ، ثمّ قال : عليك بالصّبر في جميع أمورك ، فإن الله عزوجل بعث محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأمره بالصّبر والرّفق ، فقال : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ)(١) ، وقال تبارك وتعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)(٢) فصبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فضاق صدره ، فأنزل الله عزوجل عليه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)(٣).
وقال علي بن إبراهيم ، ثم قال الله : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) أي بما يكذبونك ويذكرون الله (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)(٤).
* س ٣١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (٩٩) [سورة الحجر : ٩٩]؟!
الجواب / في كتاب (مصباح الشريعة) : قال الصادق عليهالسلام : «هلك العاملون إلا العابدون ، وهلك العابدون إلّا العالمون ، وهلك العالمون إلّا الصادقون ، وهلك الصادقون إلّا المخلصون ، وهلك المخلصون إلا المتّقون ، وهلك المتّقون إلا الموقنون ، وإنّ الموقنين لعلى خلق عظيم ، قال الله تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)(٥).
__________________
(١) المزمل : ١٠ و ١١.
(٢) فصلت : ٣٤ و ٣٥.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٧١ ، ح ٣.
(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٨١.
(٥) مصباح الشريعة : ٣٧.