* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) (٥٥) [سورة طه : ٥٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «دخل عبد الله بن قيس الماصر على أبي جعفر عليهالسلام ـ الحديث ، وفيه ـ إنّ الله تعالى خلق خلّاقين (١) ، فإذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التي قال الله في كتابه : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) ، فعجنوا النطفة بتلك التّربة التي يخلق منها ، بعد أن أسكنها الرّحم أربعين ليلة ، فإذا تمّت لها أربعة أشهر ، قالوا : يا ربّ ، نخلق ما ذا؟ فيأمرهم بما يريد ، من ذكر أو أنثى ، أبيض أو أسود ، فإذا خرجت الروح من البدن ، خرجت هذه النطفة بعينها منه ، كائنا ما كان ، صغيرا أو كبيرا ، ذكرا أو أنثى ، فلذلك يغسّل الميت غسل الجنابة» (٢).
* س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى) (٦٠) [سورة طه : ٦٠ ـ ٥٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي (رحمهالله تعالى) : قوله (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها) تقديره أريناه آياتنا التي أعطيناها موسى وأظهرناها عليه (كُلَّها) لما يقتضيه حال موسى عليهالسلام معه ، ولم يرد جميع آيات الله التي يقدر عليها ، ولا كل آية خلقها الله ، لأن المعلوم أنه لم يرد به جميعها.
__________________
(١) خلاقين : أي ملائكة خلاقين ، والخلق بمعنى التقدير. «مرآة العقول : ص ١٣ ، ح ٣٤٥».
(٢) الكافي : ج ٣ ، ص ١٦١ ، ح ١.