فقال له رجل : ما تقول في النوافل؟ فقال : «فريضة» قال : ففزعنا وفزع الرجل ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّما أعني صلاة الليل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّ الله يقول : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ)(١).
وقال أبو إبراهيم عليهالسلام في قول الله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً). قال : «يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين يوما ، وتؤمر الشمس فتركب على رؤوس العباد ، ويلجمهم العرق ، وتؤمر الأرض فلا تقبل من عرقهم شيئا ، فيأتون آدم عليهالسلام فيتشفّعون منه ، فيدلّهم على نوح عليهالسلام ، ويدلّهم نوح على إبراهيم ، ويدلّهم إبراهيم عليهالسلام على موسى ، ويدلّهم موسى عليهالسلام على عيسى عليهالسلام ، ويدلّهم عيسى على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقول : عليكم بمحمد خاتم النبيّين ، فيقول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا لها ، فينطلق حتى يأتي باب الجنّة فيدقّ ، فيقال له : من هذا؟ ـ والله أعلم ـ فيقول : محمّد. فيقال : افتحوا له ، فإذا فتح الباب استقبل ربّه فخر ساجدا ، فلا يرفع رأسه حتى يقال له : تكلّم ، وسل تعط ، واشفع تشفّع ، فيرفع رأسه فيستقبل ربّه فيخر ساجدا ، فيقال له مثلها ، فيرفع رأسه حتّى أنّه ليشفع لمن قد أحرق بالنار ، فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو قول الله تعالى : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(٢).
* س ٤١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) (٨٠) [سورة الإسراء : ٨٠]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : فإنّها نزلت يوم فتح مكّة لمّا أراد رسول
__________________
(١) التهذيب : ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٩٥٩.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣١٥ ، ح ١٥١.