الله : (هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)(١).
* س ٣٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ)(١٠٥) [سورة النحل : ١٠٥ ـ ١٠٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم اتبع سبحانه ـ الآية السابقة ـ بذكر الوعيد للكفار على ما قالوه ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ) أي : بحجج الله التي أظهرها ، والمعجزات التي صدق بها قومك يا محمد (لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي : لا يثبتهم الله على الإيمان ، أو لا يهديهم إلى طريق الجنة ، بدلالة أنه إنما نفى هداية من لا يؤمن. فالظاهر أنه أراد بذلك الهدى الذي يكون ثوابا على الإيمان ، لا الهداية التي في قوله (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) ثم بين سبحانه أن هؤلاء هم المفترون ، فقال : (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ) أي إنما يخترع الكذب الذين لا يصدقون بدلائل الله تعالى ، دون من آمن بها ، لأن الإيمان يحجز عن الكذب (وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) لا أنت يا محمّد. فحضر فيهم الكذب بمعنى أن الكذب لازم لهم ، وعادة من عاداتهم. وهذا ما تقول : كذبت ، وأنت كاذب. فيكون قولك أنت كاذب ، زيادة في الوصف بالكذب.
وفي الآية زجر عن الكذب حيث أخبر سبحانه أنه إنما يفتري الكذب من لا يؤمن. وقد روي مرفوعا أنه قيل : يا رسول الله؟ المؤمن يزني؟ قال : قد يكون ذلك. قيل : يا رسول الله المؤمن يسرق؟ قال : قد يكون ذلك. قيل : يا رسول الله المؤمن يكذب؟ قال : لا ، ثم قرأ هذه الآية (٢).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٩٠.
(٢) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٢٠١.