تتناول البزاة والصّقور صيدها ، فيزفّونهم إلى الجنّة زفّا. وإنّا لنبعث على آخرين من محبّينا من خيار شيعتنا كالحمام ، فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحبّ ، وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا. وسيؤتى بالواحد من مقصّري شيعتنا في أعماله ، بعد أن قد حاز الولاية والتقيّة وحقوق إخوانه ، ويوقف بإزائه ما بين مائة وأكثر من ذلك ، إلى مائة ألف من النصّاب ، فيقال له : هؤلاء ـ فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنّة ، وأولئك النّصّاب النار ، وذلك ما قال الله عزوجل : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعني بالولاية : (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) في الدنيا ، منقادين للإمامة ، ليجعل مخالفوهم فداءهم من النار» (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥) وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) (٨) [سورة الحجر : ٨ ـ ٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) أي أجل مكتوب. ثمّ حكى قول قريش لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) أي هلّا تأتينا بالملائكة؟
فردّ الله عزوجل عليهم ، فقال : (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) قال : لو أنزلنا الملائكة لم ينظروا وهلكوا (٢).
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ٢٤١.
(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٧٣.