* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩) [سورة الحجر : ٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : وقوله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) يعني القرآن ... (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ـ فيها أقوال ـ.
١ ـ لحافظون من الزيادة والنقصان. ومثله قوله (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)(١).
٢ ـ لحافظون حتى نجزي به يوم القيامة أي لقيام الحجة به على الجماعة من كل من لزمته دعوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٣ ـ الهاء في قوله (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) يجوز أن تكون كناية عن النبي ، فكأنه قال : إنا نحن نزلنا القرآن وإنا لمحمد لحافظون.
٤ ـ وقيل : معناه وإنا له لحافظون من أن تناله أيدي المشركين ، فيسرعون إلى إبطاله ، ومنع المؤمنين من الصلاة به.
وفي هذه الآية دلالة على حدوث القرآن ، لأن ما يكون منزلا ومحفوظا لا يكون إلا محدثا ، لأن القديم لا يجوز عليه ذلك ولا يحتاج إلى حفظه (٢).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) (١٣) [سورة الحجر : ١٣ ـ ١٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله) : يقول الله عزوجل لنبيه
__________________
(١) حم السجدة : ٤١ ، فصلت : ٤٢.
(٢) التبيان : ج ٦ ، ص ٣٢٠.