* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٤٧) [سورة النحل : ٤٧ ـ ٤٥]؟!
الجواب / قال ابن سنان ، سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول الله تعالى : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ) ، قال : «هم أعداء الله ، وهم يمسخون ويقذفون ويسيحون في الأرض» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ـ في حديث طويل لجابر الجعفي ـ : «وإيّاكم وشذّاذا من آل محمّد ، فإنّ لآل محمد وعليّ عليهمالسلام راية ، ولغيرهم رايات [فالزم الأرض ، ولا تتّبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبيّ الله ورايته وسلاحه ، فإنّ عهد نبيّ الله صار عند عليّ بن الحسين ، ثمّ صار عند محمد بن عليّ ، ويفعل الله ما يشاء] ، فالزم هؤلاء أبدا ، وإيّاك ومن ذكرت لك.
فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عامدا إلى المدينة حتّى يمرّ بالبيداء ، حتى يقول : هذا مكان القوم الذين خسف بهم ، وهي الآية التي قال الله تعالى : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ)(٢).
وقال عليّ بن إبراهيم ، قوله : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ) يا محمّد ، وهو استفهام (أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٥.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ١١٧.