الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) يقول : «خفت الورثة من بعدي» (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) يقول : «لم يكن لزكريا يومئذ ولد يقوم مقامه ، ويرثه ، وكانت هدايا بني إسرائيل ونذورهم للأحبار ، وكان زكريا رئيس الأحبار ، وكانت امرأة زكريا أخت ـ أم ـ مريم بنت عمران بن ماثان ، وبنو ماثان ، إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل وبنو ملوكهم ، وهم من ولد سليمان بن داود ، فقال زكريا (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) يقول : لم يسمّ باسم يحيى أحد قبله (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) فهو اليؤوس (قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) صحيحا من غير مرض» (١).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١١) [سورة مريم : ١١]؟!
الجواب / قال الصادق عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام حين سألوه عن معنى الوحي ، فقال : منه وحي النبوّة ، ومنه وحي الإلهام ، ومنه وحي الإشارة ـ وساقه إلى أن قال ـ وأمّا وحي الإشارة فقوله عزوجل (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) أي أشار إليهم ، لقوله تعالى : (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)(٢)» (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٨.
(٢) آل عمران : ٤١.
(٣) المحكم والمتشابه : ص ١٦.