* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (١٠١) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) (١٠٢) [سورة الكهف : ١٠٢ ـ ١٠١]؟!
الجواب / قال أبو الصلت عبد السّلام بن صالح الهروي : سأل المأمون الرضا علي بن موسى عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً).
فقال عليهالسلام : «إنّ غطاء العين لا يمنع من الذكر ، والذّكر لا يرى بالعيون ، ولكن الله عزوجل شبّه الكافرين بولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالعميان ، لأنّهم كانوا يستقلون قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه ، فلا يستطيعون له سمعا». فقال المأمون : فرّجت عني ، فرّج الله عنك (١).
وقال أبو بصير ، قلت لأبي عبد الله عليهالسلام قوله : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي)؟ قال : «يعني بالذكر ولاية علي أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو قوله : (ذِكْرِي) قلت : قوله (لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً)؟ قال : «كانوا لا يستطيعون إذا ذكر عليّ عليهالسلام عنده أن يسمعوا ذكره لشدة بغض له ، وعداوة منهم له ولأهل بيته».
قلت قوله : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً)؟
قال عليهالسلام : «يعنيهما وأشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله أولياء ، وكانوا يرون أنّهم بحبهم إياهما ، أنهما ينجيانهم من عذاب الله ، وكانوا بحبّهما كافرين».
__________________
(١) عيون أخبار الرضا : ج ١ ، ص ١٣٦ ، ح ٣٣.