* س ٣١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ) (٧٩) [سورة الأنبياء : ٧٩ ـ ٧٨]؟!
الجواب / قال أبو بصير قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ) قلت : حين حكما في الحرث كانت قضية واحدة؟
فقال : «إنّه كان أوحى الله عزوجل إلى النبيّين قبل داود عليهالسلام إلى أن بعث الله داود عليهالسلام : أيّ غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم ، ولا يكون النفش إلّا بالليل ، فإنّ على صاحب الزرع أن يحفظه بالنهار ، وعلى صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل ، فحكم داود عليهالسلام بما حكمت به الأنبياء عليهمالسلام من قبله.
وأوحى الله عزوجل إلى سليمان عليهالسلام : أيّ غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع إلا ما خرج من بطونها ، وكذلك جرت السنّة بعد سليمان عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : (وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً) فحكم كلّ واحد منهما بحكم الله عزوجل» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «كان في بني إسرائيل رجل له كرم ، وتفشت فيه غنم لرجل آخر بالليل ، وقضمته وأفسدته ، فجاء صاحب الكرم إلى داود عليهالسلام فاستعدى على صاحب الغنم ، فقال داود عليهالسلام : اذهبا إلى سليمان ليحكم بينكما. فذهبا إليه ، فقال سليمان عليهالسلام : إن كانت الغنم أكلت الأصل والفرع فعلى صاحب الغنم أن يدفع إلى صاحب الكرم الغنم وما في بطنها ، وإن كانت ذهبت بالفرع ولم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم.
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٣٠٢ ، ح ٣.