فقال ؛ «يا أبا أيوب ، إنّ المريخ كوكب حارّ ، وزحل كوكب بارد ، فإذا بدأ المرّيخ في الارتفاع انحطّ زحل وذلك في الرّبيع ، فلا يزالان كذلك ، كلّما ارتفع المرّيخ درجة انحطّ زحل درجة ثلاثة أشهر ، حتّى ينتهي المرّيخ في الارتفاع وينتهي زحل في الهبوط فيجلو المرّيخ ، فلذلك يشتدّ الحر ، فإذا كان آخر الصيف وأوّل الخريف بدأ زحل في الارتفاع وبدأ المرّيخ في الهبوط ، فلا يزالان كذلك ، كلّما ارتفع زحل درجة انحطّ المريخ درجة ، حتى ينتهي المريخ في الهبوط وينتهي زحل في الارتفاع فيجلو زحل ، وذلك في أوّل الشتاء وآخر الخريف ولذلك يشتدّ البرد ، وكلما ارتفع هذا هبط هذا ، وكلما هبط هذا ارتفع هذا ، فإذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر ، وإذا كان في الشتاء يوم حارّ فالفعل في ذل للشّمس ، وهذا بتقدير العزيز العليم ، وأنا عبد ربّ العالمين» (١).
* س ٣٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (٨٢) [سورة النحل : ٨٢]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) هذا تسلية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعناه : فإن أعرضوا عن الإيمان بك يا محمد ، والقبول عنك ، وعن التدبر ، لما عددته في هذه السورة من النعم ، وبينت فيهما من الدلالات ، فلا عتب عليك ، ولا لوم ، فإنما عليك البلاغ الظاهر. وقد بلغت كما أمرت ، والبلاغ اسم ، والتبليغ المصدر ، مثل الكلام والتكليم (٢).
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٠٦ ، ٤٧٤.
(٢) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ١٨٧.