ووحدانيته وادعائه الربوبية ، وكان عدو موسى ، لتصوره أن ملكه ينقرض على يده. وقوله : (أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) معناه إني جعلت من رآك أحبك حتى أحبك فرعون ، فسلمت من شره ، وأحبتك امرأته آسية بنت مزاحم فتبنتك.
وقوله : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) قال قتادة : معناه لتغذى على محبتي وإرادتي ، وتقديره وأنا أراك ، يجري أمرك على ما أريد بك من الرفاهة في غذائك ، كما يقول القائل لغيره : أنت مني بمرءى ومستمع أي أنا مراع لأحوالك.
وقوله (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ) قيل إن موسى امتنع أن يقبل ثدي مرضعة إلا ثدي أمه لما دلتهم عليهم أخته فلذلك قال (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ).
وقوله (وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ) وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن قتله النفس كان خطأ. وقال جماعة من المعتزلة أنه كان صغيرة. وقال أصحابنا : إنه كان ترك مندوب إليه ، لأن الله تعالى قد كان حكم بقتله لكن ندبه إلى تأخير قتله إلى مدة غير ذلك ، وإنما نجاه من الفكر في قتله ، كيف لم يؤخره إلى الوقت الذي ندبه إليه.
وقال قوم : أراد نجيناك من القتل لأنهم طلبوه ليقتلوه بالقبطي (١).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) [سورة طه : ٤٢ ـ ٤٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) أي اختبرناك اختبارا ،
__________________
(١) التبيان : ج ٧ ، ص ١٧٣ ـ ١٧٤.