النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) يعني من أعمال قومه (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) يقول : ظنّ أن لن يعاقب بما صنع» (١).
وقال الشيخ الطبرسي : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِ) أي : من بطن الحوت (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) أي : ننجيهم إذا دعونا به ، كما أنجينا ذا النون (٢).
* س ٣٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) (٩٠) [سورة الأنبياء : ٩٠ ـ ٨٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ) قال : كانت لا تحيض فحاضت.
وقال : قوله تعالى : (يَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً). راغبين راهبين (٣).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من زهد يحيى بن زكريا عليهماالسلام أنه أتى بيت المقدس ، فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرّهبان عليهم مدارع الشّعر ، وبرانس (٤) الصوف ، وإذا هم قد خرقوا تراقيهم ، وسلكوا فيها السلاسل ، وشدّوها إلى سواري المسجد ، فلما نظر إلى ذلك أتى أمّه ، فقال : يا أمّاه ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٧٥.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ١٠٩.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٧٥.
(٤) البرنس : كل ثوب رأسه منه ملزوق به. «مجمع البحرين ـ برس ـ ج ٤ ، ص ٥٢».